البدلية العقابية عند آباء الكنيسة

Transcription

1 البدلية العقابية عند آباء الكنيسة هل كان تعليم البدلية العقابية معترفا به من أول يوم في المسيحية أم أنه تعليم مستحدث مايكل جي. فالش

2 مقدمة من المترجم 1 هذا جزء من ورقة بحثية مكتوبة بواسطة مايكل جى. فالش أستاذ الالهوت املساعد بجامعة السيد الالهوتية Seminary[ [. Master s وقد أفادني كثيرا فرأيت أن أترجم الجزء الهام منه والذي قد يكون مفيدا ومهما للقارئ املصري والعربي. كنت دائما أتناقش مع أخوة لي في إلايمان بخصوص مادة هذا املقال. كنت أصر على أنني أجد أنه في الكتاب املقدس تعليم "البدلية العقابية" وهو التعليم بأن املسي على 2 الصليب صار لعنة ألجلنا كما يقول الكتاب املقدس فهو حمل خطايا كثيرين وشفع في 4 3 املذنبين وهللا جعل الذي لم يعرف خطية خطية ألجلنا فكان تأديب ]أي عقاب[ سالمنا ]أي العقاب الذي أتى لنا بالسالم[ عليه ]أي وعع عليه[ فهو مجروح ألجل 5 معاصينا ومسحوق ألجل سالمنا. وهو أمر واضح جدا في كلمة هللا. ولكن اخوتي هؤالء يقولون ال والف ال. فذبيحة املسي كانت ذبيحة حب فقط. أنا أقر أنها ذبيحة حب. ولكن ما هو حجم أو مقدار هذا الحب إنه بمقدار أن املسي قد تحمل دينونة هللا وعدله الكامل عد خطيتنا. ما أعظمه حب! ولكن كان اخوتي وال يزالون يقولون ال وألف ال. ويقولون دائما ان الكنيسة في القرون ماولى لم تؤمن بهذه العقيدة على الاطالق. وأن كل لاباء على مر العصور علموا بعكسها. وأنها اختراع حديث جاء على يد ماسقف الانجليزي أنسلم ورجال الاصالح من بعده. فلهم ومن أجلهم ومن اجل كل مهتم ترجمت هذا الجزء من الورقة البحثية التي تثبت لهم وللجميع أن "البدلية العقابية" كانت تعليم أساس ي عن الصليب في الكنيسة ماولى. وهذا على الرغم من أن الكنيسة ماولى ال تطلق عليها بحصر اللفظ "البدلية العقابية" 1 رابط المقالة األصلي: 2 ذ ص ا ر ل ع ن ة أل ج ل ن ا أل ن ه م ك توب:»م ل عون كل م ن عل ق ع ل ى خ ش ب ة«. غالطية 33 3: ا ل م س يح اف ت د ان ا م ن ل ع ن ة الن اموس إ 3 أشعياء 31 33: ل ذل ك أ ق س م ل ه ب ي ن األ ع ز ا ء و م ع ال عظ م ا ء ي ق س م غ ن يم ة م ن أ ج ل أ ن ه س ك ب ل ل م و ت ن ف س ه و أ ح ص ي م ع أ ث م ة و هو ح م ل خ ط ي ة ك ث ير ي ن و ش ف ع ف ي ال مذ ن ب ي ن. 4 كورنثوس الثانية 13 3: أل ن ه ج ع ل ال ذ ي ل م ي ع ر ف خ ط ي ة خ ط ي ة أل ج ل ن ا ل ن ص ي ر ن ح ن ب ر للا ف ي ه. 5 أشعياء 3 33: و هو م ج روح أل ج ل م ع اص ين ا م س حوق أل ج ل آث ام ن ا. ت أ د يب س ال م ن ا ع ل ي ه و ب حبر ه شف ين ا.

3 ولكن محتوى التعليم موجود كما ستثبت الورقة بكل يقين بمفرداته التعليمية التي ال مجال ملناقضتها. أعلم أن من يكذب التعليم الواضح املباشر للكتاب املقدس ينقسمون لقسمين قسم منهم هو بعض املضللين أو غير الفاهمين أو الذين لم يدرسوه جيدا وإن كانوا مخلصين. ولهؤالء بالدرجة ماولى أكتب فقد تم استغالل أقوال لاباء لتضليلهم وإن كان باألولى بهم أن يتمسكوا بالكتاب املقدس ألنه ماثبت من كل ش يء. وأكتب من أجلهم ألجل أن يكتشفوا أن من كانوا يروجون للفكر الخاطئ ويتمسحون في الكنيسة ماولى كانوا على غير وجه حق. والقسم لاخرمنهم هو من ال يحب تعاليم الكتاب املقدس ويحب أن يؤمن بأشياء براقة تعجبه وبإله من صنعه وهذا القسم لم أكتب له في ماساس وإن كنت أوجهه لهم هم لاخرون لعلهم يفيقون. ولكن من يكذب تعاليم الكتاب املقدس املباشرة الصريحة لغرض ما في نفسه ما أسهل عليه أن يلوي حتى حقائق التاريخ واليرى ما قالته الكنيسة ماولى ألنه ال يريد أن يرى. عزيزي القارئ أتمنى أن تريد أن ترى وأما من جتهي رغم نشري لهذه ماقوال فالكتاب املقدس الذي به أقوال هللا كاف جدا وال يوجد له منافس عندي. أترككم مع هذه املقالة الرائعة. قبل كل شيء... قبل القيام بمسح ملا آمنت به الكنيسة ماولى بخصوص البدلية العقابية هناك بعض النقاط الضرورية لإليضاح. أوال سيكون التركيز على مالف سنة ماولى 6 من تاريخ الكنيسة وباألخص الكنيسة التي من الحقبة لابائية ) م(. فهنا يقع قلب الجدال. الجدال بأنه بعد مجيئ أنسلم في القرن الثاني عشر صار هناك منهجية لشرح الكفارة يتم تعليمها دون نقاش. وأن كالفن والتعاليم إلاصالحية التي علمت بوعوح البدلية العقابية تم 6 سيجد القارئ أنني ترجمت لآلباء من القرن األول وحتى السادس فقط فقد أكتفيت بهذا المقدار من المقال كما قلت من قبل. - المترجم

4 تأسيسها آنذاك. فالجدل هو حول هل كانت الكنيسة في مالف سنة ماولى تعلم البدلية العقابية أم ال لذا فهذه الحقبة ستكون موعوع تركيزنا في البحث. ثانيا البد من تعريف عبارة "البدلية العقابية." إن البدلية العقابية هي تعليم أن يسوع قد عانى بديال عن الخطاة كل من املوت والعقاب واللعنة املستحقة للبشرية الساقطة كعقوبة بسبب الخطية. وكما يعرف ميالرد إريكسون هذا التعليم "عن طريق تقديم نفسه كذبيحة إذ حل بنفسه كبديل لنا حامال بالفعل العقوبة التي كانت علينا وبهذا قد 7 وهكذا فالبدلية العقابية إذا تشدد أرض ى يسوع لاب وأوجد املصالحة بين هللا والبشرية" على أن العقوبة القادمة من هللا بسبب خطايا البشر قد حملها يسوع املسي عن طريق موته الذبائحي. ثالثا هذا ليس إنكارا أن املسيحيون ماوائل كان لديهم أراء أخرى في الكفارة غير البدلية العقابية أو أن الكنيسة ماولى لم يكن لديها نظرة كالسيكية للكفارة أو نظرة الفدية لها. ملا كان بعض املسيحيون ماوائل يشددون على معنى ما ملوت املسي فمن املمكن أنهم كانوا يعلمون أو يؤمنون بالبدلية العقابية أيضا. إن الزعم بأنه بسبب أن بعض الالهوتيين قد دافعوا عن النظرة الكالسيكية للكفارة فهم بذلك ينكرون أو ال يعلمون شيئا عن البدلية العقابية هو زعم ال منطقي إطالقا. إن خطأ مثل هذا يحدث اليوم أيضا. البعض يقولون أنه بما أن الكنيسة ماولى تؤكد وتشدد على جانب معين من الكفارة النظرة الكالسيكية أو نظرة املسي املنتصر- فهم بذلك يعلمون قليال أو ال يعلمون عن البدلية العقابية. فحتى اليوم نجد أن الذين يؤكدون بشدة أن البدلية العقابية هي املعنى ماساس ي للكفارة فدائما يؤكدون على جوانب أخرى لها أيضا. كما يشير ليون موريس "الكفارة واسعة وعميقة )كتعليم(" "ونحن نحتاج لكل النظرات لها". 8 هكذا فإن حقيقة Millard Erickson, Christian Theology (Grand Rapids: Baker, 1998) Leon Morris, Theories of the Atonement, in Evangelical Dictionary of Theology, ed. Elwell (Grand Rapids: Baker, 1984) 102. Walter A. 7

5 أن املسي مات بديال عن الخطاة ال تتعارض مع مافكار أن املسي كان موته موت 9 إنتصاري عد قوى الظالم أو أن موت املسي كان نموذجا نحتذي به. النظرات التاريخية للكفارة قبل أن نتفحص الكنيسة ماولى بحثا عن دالئل لإليمان بالبدلية العقابية سوف يساعدنا أن نحصل على تلخيص مختصر لنظريات الكفارة الرئيسية عبر التاريخ كخلفية لنقاشنا هذا. النظرية الكالسيكية أو نظرية الفدية ترى وجهة النظر الكالسيكية أن كفارة املسي هي إنتصار كوني على الشيطان وقوى الشر. و تعد نظرية الفدية الكفارية أحد أفرع النظرة الكالسيكية. من هذا املنظور يكون يسوع في موته قد دفع فدية للشيطان. ويكون هللا في الصليب قد سلم يسوع للشيطان كفدية أو في مقابل نفوس البشر التي كانت مأسورة أو سجينة عند الشيطان. وكان الشيطان يظن أنه يستطيع أن يمسك يسوع في املوت ولكن القيامة أثبتت أنه كان على خطأ حيث قد إنتصر يسوع عليه فيها. كانت هذه النظرة منتشرة في الكنيسة ماولى. كان كل من اوريجانوس وغريغوريوس النيص ي هما املروجان الرئيسيان لهذا املنظور. وقد عارض غريغوريوس النيزانزي وأثناسيوس من الناحية ماخرى نظرية الفدية. وفي وقت الحق سيأتي يوحنا الدمشقي ويعارض هذه النظرة ويؤكد أيضا أنه من املستحيل هلل أن يسلم يسوع للشيطان. وقد فقدت هذه النظرية نظرية الفدية كل تأييد في زمان أنسلم وأبيالرد أثناء القرن الثاني عشر. ثم في الزمان الحديث دافع جوستاف أولين )0711( عن 10 هذه النظرة للكفارة. 9 إن هؤالء الذين يؤمنون بالبدلية العقابية دائما ما ينكرون المعنى الذي يقول أن موت المسيح كان فدية تم دفعها للشيطان. يستطيع الشخص أن يتمسك بإنتصار كوني للمسيح ضد قوى الظالم لكنه ال يتمسك بفكرة أن الكفارة كانت دين تم دفعه للشيطان. 10 See B ruce Demarest, The Cross and Salvation (Wheaton, Ill.: Crossway, 1997)

6 نظرية الترضية ترى نظرية الترعية كفارة يسوع كتعويض تم دفعه لآلب. هكذا فقد أرض ى موت يسوع كرامة هللا الجريحة. هذا التوجه تم الترويج له بواسطة أنسلم في اوائل القرن الثاني عشر. يبدو أن نظرية الترعية الخاصة بأنسلم تستند على فكرة إلاقطاعي املستبد الذي لكي يعلي من كرامته يصر على أن يكون هناك ترعية كافية لكرامته الجريحة. روج أنسلم لنظرته هذه في عمله Homo? Cur Deus )"ملاذا تجسد هللا "(. رفض أنسلم النظرة الكالسيكية بأن الشيطان كان لديه حق إمتالك كل البشر وأن هللا كان البد له أن يستخدم يسوع لكي ما يدفع الفدية للشيطان. كان أنسلم يتمسك بأن الخطية هي الفشل في اعطاء هللا املجد املستحق له. وحيث أن يسوع كان هللا فإنه كان قادرا أن يقدم ترعية كافية في هذا املجال. صارت نظرة أنسلم ملتصقة بالنظرة الالتينية. والطريقة الرئيسية لتمييز هذه النظرة عن نظرة البدلية العقابية للكفارة هي أن نظرية الترعية تنظر للكفارة من وجهة نظر كرامة هللا باألكثر بينما ينظر موقف البدلية العقابية لكفارة 11 املسي باألكثر من جهة عالقتها بشريعة هللا. نظرية التأثير األخالقي ترى نظرية التأثير ماخالقي الكفارة كاستعراض ملحبة هللا بشكل رئيس ي. وأن موت املسي لم يكن دين تم تسديده لآلب لكي يرض ي كرامة هللا الجريحة. وأنه كان إستعراض ملحبة هللا و هكذا كدافع للمسيحيين حتى يظهروا محبتهم كمردود لهذه املحبة. هذه النظرية تم الترويج لها بواسطة بيتر أبيالرد ) 0441 م( كرد على نظرة الترعية الخاصة بأنلسم. بالنسبة ألبيالرت فإن التأثير الرئيس ي ملوت املسي كان على البشر ليس على هللا وال على الشيطان. وهو يرى هللا كمحبة فقط وال يشدد على صفات العدل أو القداسة إلالهية. فمحبة هللا قوية جدا حتى أنها تتغلب على مقاومة الخطاة. وتدفع قوة املحبة إلالهية البشر ألن يحبوا هللا. ولقد شهر هوريس بوشنيل ) ( أبو الليبرالية الحديثة في 12 الواليات املتحدة نظرية التأثير ماخالقي في الواليات املتحدة. See Morris, Atonement 301. Demarest, The Cross and Salvation

7 النظرية الحكومية في النظرية الحكومية تظهر الكفارة كإستعراض للعدالة إلالهية. روج هوجو جروشس ) 0140 م( لهذه النظرية بالتفصيل في عمله Defensi fidei catholicae de satisfaction.christi adversus F. Socinum وكما قال ديماريست "آمن جروشس أن املسي بواسطة موته قد صنع بموعوعية رمزا ولم يدفع لدين خطية البشر هلل بشكل كامل أو مكافئ. فعن طريق موت ابنه أقام هللا الحكومة ماخالقية للكون وهو يضع جانبا متطلبات الشرعية بأن الخاطئ البد أن ينال عقابه. وكان يمكن لحاكم الكون أن يوسع من قانونه بالتمام وال يعاقب املسي ولكن ذلك لم يكن ليحقق أقص ى 13 تراجع عن الخطية )من جهة إلانسان( في املستقبل. تدعي النظرية الحكومية أن عقاب املسي يعلن بوعوح عن كراهية هللا للخطية ويدفع 14 الشخص للتوبة والعيشة بالتقوى. وتبعا لجروشس فإنه ممكنا هلل أن يوسع من قانونه حتى ال يكون هناك عرورة لعقوبة مماثلة لكل إنسان. بالنسبة لجروشس لم يكن موت املسي عقوبة. بل بالعكس لقد جعل موته العقوبة غير عرورية. وهكذا هناك عنصران في الكفارة. الناحية املقصودة فيها موت املسي يرض ي مطاليب العدالة. وهناك ذبيحة حقيقية قدمها املسي هلل. والناحية املوعوعية ينظر ملوت املسي فيها كعامل كاب للخطية عن طريق تشديد مدى خطورة الخطية. نظرية البدلية العقابية كما ذكر من قبل تبعا لنظرة البدلية العقابية تحمل املسي عن طريق موته العقوبة العادلة عن خطايا البشر وبهذا صار لعنة كنائب لإلنسان. في هذا املنظور الخطية هي تعدي على شريعة هللا بشكل رئيس ي ودفع موت املسي عقوبة الخطايا التي تطلبتها 15 قداسة هللا. هذا املوقف الفكري آمن به املسيحيون على مر تاريخ الكنيسة كما سوف نناقش تاليا. Bruce Demarest, The Cross and Salvation (Wheaton, Ill.: Crossway, 1997), المرجع السابق. 155 See Erickson, Christian Theology 833; Leon Morris, Theories of the Atonement

8 البدلية العقابية في تاريخ الكنيسة إن مبدأ البدلية العقابية الذي يرى أن موت املسي كان نيابة عن الخطاة لكي ما يرض ي العدالة إلالهية كان إيمانا منتشرا في أول ألف سنة من تاريخ الكنيسة. تمسك الكثير من 16 الهوتي الكنيسة ماولى بنظرة البدلية العقابية. وبالتفتيش في هذه العبارات البد ان نقطة معينة تصير مفهومة. الكثير من هذه العبارات ال تأتي في نطاق نقاش موسع حول الخالص. لذا فهي عبارات ال تبدو انها نقاشية أو محل نقاش وقت ان قيلت. فلم تكن طبيعة الكفارة محل جدال رئيس ي أو مناظرة فكرية في الكنيسة الاولى. هكذا فهذه العبارات من املحتمل جدا أن تكون اعالنات أو اعترافات بحقائق مقبولة عند الكل بشكل جامع مما يضيف مصداقية أكثر لقضية أن الهوتي القرون ماولى تمسكوا بالبدلية العقابية. وكما الحظ جيفري وأوفي وساك ")0( إن قدم أحد اشارة عابرة ولكن واضحة صريحة للتعليم الخاص بالبدلية العقابية في عمل مخصص باألكثر ملوعوع أخر هذا على مارجح يشير ألن البدلية العقابية كانت مفهمومة عند نطاق عريض من الناس وغير موعع جدال بشكل كاف عند مستمعيه". 17 باإلعافة لذلك فقد كان سيكون مشتتا لقراءه إن كان الكاتب بدأ يشير لنظرة جديدة مختلفة غير معروفة من قبل 18 للكفارة. اكلمنضس الروماني )69( كان اكلمنضس أسقف روما. يقول يوسابيوس أن اكلمنضس كان اسقف روما في عام 71 م. وكما فعل الرسول بولس كتب اكلمنضس رسالة للكورنثيين ليتعامل مع الشقاقات التي فيهم. وتعد رسالته للكورنثيين ) 70 م( أقدم كتابات مسيحية موجودة بعد العهد الجديد. يعلن اكلمنضس ان يسوع بذل حياته في كفارته: "ألنه من محبته التي يشعر بها 16 يشير جاري ويليامز أنه حتى في المنظور الضيق لما هي البدلية العقابية فإنها كنت تعلم بواسطة كل من: يوستينوس الشهيد أوريجانوس يوسابيوس القيصري أثناسيوس هيالري من بويتيه غريغوريوس النيزانزي أمبروسيوس يوحنا فم الذهب أوغسطينوس كيرلس السكندري وغريغوريوس الكبير ( of Gary J. W illiams, A Critical Exposition Hugo G rotius s Doctrine of the Atonement in De Satisfactione Ch risti [D.Phil. thesis, Faculty of [ Oxford, )Social Studies, University of قام ويليامز بعمل ال يمكن تجاهله في التنقيب على الفقرات التي تشير للبدلية العقابية عند الكنيسة األولى. ولقد تعامل مع المطالبات التي عفى عليها الزمان لهؤالء الذين يصرون أن البدلية العقابية لم تكن تعلم في الكنيسة األولى ألن هذا التعليم لم يكن معبر عنها بدقة كما تم مؤخرا خالل االصالح. 17 Steve Jeffery, M ichael O vey, Andrew Sach, Pierced for our Transgressions: Rediscovering.the Glory of Penal Substitution (Wheaton, Ill.: Crossway, 2007) المرجع السابق.

9 نحونا بذل يسوع املسي ربنا دمه من أجلنا بارادة هللا وجسده من أجل جسدنا 19 ونفسه ألجل نفسنا" اغناطيوس االنطاكي )701( كان اغناطيوس الاسقف الثالث ألنطاكية في سوريا. وربما قد يكون احد تالميذ الرسول يوحنا شخصيا ولديه ولع خاص ببولس الذي كان يقتبس منه ويتحدث عنه بشكل سام. ومعروفا عن اغناطيوس انه كان يفند البدعة الدوسيتية وهي بدعة مبكرة تقول بأن يسوع لم يكن انسان لكنه كان فقط يبدو كانسان. وكان اغناطيوس يؤمن ان املسي مات 20 نائبا عن الخطاة حيث أعلن: "ولان فقد تألم كل هذه لاالم ألجلنا حتى نخلص". رسالة برنابا وهي مقالة باليونانية ولها بعض صفات الرسالة. ولقد نسبها التقليد لبرنابا املذكور في سفر ماعمال مع أن البعض نسبها لبرنابا السكندري او أي معلم مسيحي أخر غير معروف. ومن املحتمل أن تكون قد كتبت في ماسكندرية بمصر بين عامي 11 م و 030 م. وفيها عبارات عديدة صريحة بخصوص موت املسي الذبائحي ألجل الخطايا: "ومن أجل هذه الغاية سلم الرب بشريته للموت حتى يمكننا أن نتقدس عن طريق غفران الخطايا الذي تم بواسطة دمه املرشوش. ألنه مكتوب بخصوصه جزئيا عن اسرائيل وجزئيا عنا و ]الكتاب[ يقول هكذا وهو مجروح ألجل معاصينا مسحوق 21 ألجل آثامنا... وبحبره شفينا. كشاة تساق للذبح وكنعجة صامته أمام جازيها" "وماكثر من هذا ملا سمر ]املسي ] على الصليب قدم له خل ممزوج بمرارة ليشرب. استمعوا كيف يشير كهنة الشعب )اسرائيل( من قبل لهذا مامر. إن وصيته قد كتبت الرب قد حذر أن كل من ال يحفظ الصوم يجب أن يوعع للموت وألنه هو نفسه أيضا Clem ent, First Epistle of Clement to the Corinthians 49, in The Ante-Nicene Fathers (hereafter ANF), eds. Alexander Roberts and James Donaldson, 10 vols. (Peabody, Mass:.Hendrickson, 1994) 1:18 20.Ignatius, Epistle of Ignatius to the Smyrnaeans 2, ANF 1:87 21.Epistle of Barnabas 5, ANF 1:139 19

10 إناء للروح والبد أن يقدم كذبيحة من أجل خطايانا حتى يتم تحقيق الرمز املؤسس في 22 على املذبح." اسحق ملا ق دم الرسالة إلى ديوجنيتوس )القرن الثاني( الرسالة إلى ديوجنيتوس وهي عمل من القرن الثاني بواسطة ماثيتيس وهي ما يؤمن الكثيرين أنها من مامثلة املبكرة للدفاعيات املسيحية. وهي أيضا تقدم الفكر املبكر بخصوص كفارة املسي. وتعلن الرسالة أن "ملا فاض مكيال شرنا... حمل هو نفسه ثقل خطايانا وسلم إبنه كفدية ألجلنا القدوس من أجل ماثمة الذي بال عيب من أجل 23 ماشرار البار من أجل الخطاة." ثم بعد ذلك تكمل فتقول "آه ما أحالها بدلية! ما أعجبه من عمل آه لبركات تتخطى كل التوقعات! أن شر الكثيرين يتم اخفائه في شخص 24 بار واحد وأن بر شخص واحد يبرر أثمة كثيرين." هذه الرسالة تقف كمثال واضح لإليمان املبكر أن يسوع دفع ثمن خطايا خطاة كثيرين حتى يمكن غفران خطاياهم. يوستينوس الشهيد ) ( يعتبر يوستينوس بال نزاع أفضل مدافعي إلايمان في القرن الثاني دافع عن املسيحية عد نقادها من كل من اليهودية والوثنية. وهو أيضا شدد على أن املسي صار لعنة ألجل الجنس البشري كله: "ألن الجنس البشري كله سوف يوجد تحت لعنة. ألنه مكتوب في ناموس موس ى م ل ع ون ي ق ول ين. تث 11 : 11 ولم ب : آم م ن ال ي ق ي م ك ل م ا ت هذ ا الن ام و س ل ي ع م ل ب ه ا. و ج م ي ع الش ع يقم أحد بتميمه بالكامل وال يمكنك القيام بانكار هذا وإن كان البعض قد الحظ أوامره املنصوصة أكثر من ماخر أو أقل من ماخر. ولكن إن كان هؤالء الذين تحت هذا الناموس من الواضح أنهم تحت لعنة ألنهم لم يتمموا كل متطلباته فكم بالحري سوف يكون بالنسبة بكل مامم التي تعبد ماوثان )وال تعبد إلاله الحي الحقيقي( تحت لعنة الذين يستغلون شبابهم في املوبقات ويرتكبون جرائم أخرى فإن كان آب الجميع إذا أراد أن.Epistle of Barnabas 7, ANF 1:141 Mathetes, The Epistle to Diognetus 9, ANF 1:28 المرجع السابق

11 يأخذ مسيحه اللعنة التي على الجميع من أجل كل العائلة البشرية )وليس اسرائيل فقط( عاملا أن بعد صلبه وموته سوف يقيمه من املوت فلمذا تتجادل من جهته هذا الذي عاني كل هذه مامور تبعا الرادة أبيه كما لو أنه صار ملعونا )فهو في ذاته ليس ذا محل لعنة( وال تحذر نفسك فرغم أن أبيه جعله يتألم بكل هذه مامور نيابة 25 عن العائلة البشرية مع أنك لم تقم بالفعل بالطاعة إلرادة هللا." يوسابيوس القيصري ) ( كان يوسابيوس هو أكثرمؤرخي الكنيسة أهمية في عصره ومستشار ديني لالمبراطور قسطنطين. وقد أكد ايمانه بأن املسي صار لعنة ألجل الخطاة حين قال: "هكذا فإن حمل هللا الذي يرفع خطايا العالم صار لعنة لحسابنا" ثم قال "ولكن حمل هللا لم يفعل ذلك فقط لكنه عوقب بدال منا وعانى العقوبة التي لم يكن يستحقها ولكن التي كانت مستحقة لنا بسبب كثرة خطايانا ولهذا صار سبب املغفرة لخطايانا ألنه قبل املوت من أجلنا وأخذ لنفسه العذابات وإلاهانات والعار الذي 26 كنا نستحقه وأخذ على عاتقه اللعنة التي لنا حيث صار لعنة ألجلنا." وأعلن أيضا : "وحيث أنه كان في شبه جسد الخطية دان الخطية في الجسد هذه الكلمات املقتبسة استخدامها صحي. وبهذا فهو قد جعل خطايانا كأنها خطاياه بدافع من 27 محبته واحسانه من نحونا" يوسابيس الذي من أيميسا ) ( أسقف أيميسا هذا وقائد الكنيسة اليونانية قال بخصوص بطرس الاولى 14 1: "ولكن 28 جراحاته صارت لنا مخلصات.".Justin M artyr, Dialogue with Trypho 95, ANF 1: Eusebius, Demonstratio Evangelica 10.1, trans. W. J. Ferrar, ius_de_12_book10.html (accessed June )29, المرجع السابق. 28 Eusebius of Emesa, Catena, in Ancient Christian Commentary on Scripture NT XI (hereafter ACCS), ed. Gerald Bray (Downers Grove, Ill.: InterVarsity, 2000) 96 25

12 هيالري الذي من بوتيية ) ( كان هيالري أسقف بوتيية وواحد من أهم الكتاب الالتين قبل أمبروسيوس. وفي عظته عن مزمور )04( 03 يؤكد هيالري على موت املسي الذبائحي وكيف أن يسوع صار لعنة ألجل كائنات بشرية: "وما يتبع هو كالتالي: سوف أذب لك منتدبا )من تلقاء ذاتي(. إن ذبائ الناموس التي كانت عبارة عن محرقات كاملة وذبائ تيوس وعجول لم تكن تعبير عن ارادة حرة في التقديم ألن الحكم باللعنة كان منطوقا على كل الذين كسروا الناموس. وكل من يفشل في أن يقدم ذبيحة كان يترك نفسه معرعا للعنة. وكان من الضروري دائما الاجتياز في العملية الذبائحية كلها ألن اعافة اللعنة للوصية )عدم تنفيذها يجلب لعنة( منع أي تالعب مع الالتزامات الذبائحية. ولقد فدانا ربنا يسوع املسيح من اللعنة عندما كما يقول الرسول: املسيح إفتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة ألجلنا النه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة )غل 3 : 13(. هكذا فقد قدم نفسه ملوت اللعنة حتى يمكنه أن يكسر لعنة الناموس مقدما ذاته طواعية كذبيحة هلل لاب حتى أنه بواسطة ذبيحة تطوعية يمكن ازالة اللعنة التي صاحبت عدم استمرارية الذبيحة 29 املعتادة" وتتضمن عبارات هيالري العناصر الرئيسية لنظرة البدلية العقابية. حيث نجد ان يسوع قدم نفسه بديال عن الخطاة لكي يصير لعنة نائبا لهم. أثناسيوس الكبير ) ( ربما يكون أثناسيوس أهم الهوتي مسيحي قبل أغسطينوس. هذا الالهوتي الذي من الكنيسة الشرقية يعتبر بطل الالهوت الكريستولجي الصحي حيث دافع عن الهوت املسي عد الاريوسية وكان مؤثرا بدرجة كبيرة في القرن الرابع. وعلى هذا فقد كان اثناسيوس ايضا مروجا لنظرة البدلية العقابية. كما يقول ويليام س ي. فاينريش "يقول Hillary, Homilies on the Psalms 13, The Nicene and Post-Nicene Fathers (hereafter NPNF), ed. Philip Schaff, 12 vols. (Grand Rapids: Eerdmans, 1976) 9:246,1Series 29

13 30 أثناسيوس مرارا كثيرة أن املسي مات ألجل الجميع أو بديال للجميع" وعلى سبيل املثال يقول أثناسيوس "هكذا آخذا لنفسه جسدا مشابها لنا وألن كل أجسادنا كانت مديونة للفساد واملوت سلم جسده الخاص للموت بدال من الجميع وقدمه لآلب. هذا فعله بدافع املحبة القوية تجاهنا حتى في موته يموت الجميع ويتم محو ناموس املوت هكذا ألنه إذ تمم في جسده ما كان معدا له فقد كان بعد هذا مستنفزا من قوته البشرية. وقد قام بهذا لكي يعيد مرة أخرى لعدم الفساد الناس الذين كانوا قد عادوا للفساد ويحييهم بموته عن طريق تقديم جسده وبنعمة قيامته. وهكذا فسوف يجعل املوت ينتهي من هؤالء كما 31 تنتهي القشة بسبب النار." وقال أثناسيوس أيضا "أدرك الكلمة أن الفساد اليمكن التخلص منه بطريقة أخرى إال بواسطة املوت ولكنه هو نفسه كالكلمة حيث أنه غير قابل للموت وإبن لاب كان في صورة ال يمكنها املوت. ولهذا السبب هكذا اتخذ جسدا قابال للموت حتى أنه عن طريق انتماءه )هذا الجسد( للكلمة الذي هو فوق الجميع يصير في موته بديال كافيا للجميع و يظل هو نفسه غير فاسد عن طريق سكناه فيه حتى بعد هذا يضع نهاية للفساد للجميع أيضا عن طريق نعمة القيامة. وقد كان عن طريق تسليمه جسده للموت هذا الذي كان قد اتخذه كتقدمة وكذبيحة بال عيب فبهذا الشكل أزال املوت من اخوته من البشر عن طريق تقديم ما هو مساويا )مساويا لجميع اخوته إذ قدم جسده لآلب(. ألنه بالطبيعة حيث أن كلمة هللا هو فوق الكل )فهو مساوي للكل في موته( فلما قدم هيكله الخاص وإنائه 32 الجسدي كبديل ألجل حياة الكل فقط تمم املوت الذي كان مطلوبا )من الجميع(" William C. Weinrich, God Did N ot Create Death: Athanasius on the Atonement, Concordia Theolo gica l Qu arte rly 72 (2008): Athanasius, De Incarnatione Verbi Dei, trans. and ed., A Religious of C.S.M.V., Intr. by C. S. Lewis (Crestwood, N.Y.: St. Vladimir s Seminary Press, 3996) 34 المرجع السابق

14 وفي مقاالته ماربع عد ماريوسيين يقول: "في السابق كان العالم كمذنب تحت الدينونة من الناموس ولكن لان فقد تحمل الكلمة على نفسه الدينونة وتألم في 33 الجسد ألجل الجميع حتى يهب خالصا للجميع" وبعد ذلك "النه كما عندما يقول يوحنا الكلمة صار جسدا فنحن ال نفهم من هذا أن الكلمة كله بذاته قد تحول لبشر ولكن نفهم أنه إتخذ جسدا وصار إنسان وملا نسمع أن املسيح صار لعنة ألجلنا وجعل الذي لم يعرف خطية خطية ال يمكننا ببساطة أن ندرك هذا كأن املسيح كله قد تحول إلي لعنة وخطية ولكن نفهم أن قد أخذ على عاتقه اللعنة التي كانت ضدا لنا كما يقول الرسول افتدانا من لعنة الناموس وقدحمل كما يقول 34 أشعياء خطايانا كما كتب بطرس حمل هو خطايانا في جسده على الخشبة" 35 وقال أثناسيوس ايضا " وهو أيضا حمل خطاينا على الخشبة" يقول في Ad Epictetum أيضا "الكلمة صار جسدا معناها هكذا كما ن رى في فقرات مشابهة كما هو مكتوب في بولس: املسيح صار لعنة ألجلنا. وتماما كما أنه هو شخصي ا لم يصر لعنة ولكنه قيل أنه صار هكذا ألنه تحمل في نفسه اللعنة بدال منا فهكذا أيضا قد صار جسدا ليس 36 بأنه قد تحول بذاته لجسد ولكن ألنه إتخذ كنائبا عنا جسدا حيا وصار إنسان " وهكذا فأن أثناسيوس يقف بوعوح كمروج للبدلية العقابية. باسيليوس الكبير ) ( كان باسيليوس واحد من أهم املدافعين عن الثالوث في القرن الرابع. وبخصوص موت 37 املسي أعلن "بواسطة دم املسيح باإليمان قد تطهرنا من جميع الخطايا" غريغوريوس النيزانزي ) ( املعروف بإسم "الهوتي الثالوث" نادى غريغوريوس أيضا ان يسوع صار لعنة من أجل البشرية وتحمل عصيان البشر على نفسه 33 Athanasius, Four Discourses Against the Arians, NPNF² 4: Athanasius, Letter to Maximus, NPNF² 2:4: Athanasius, Ad Epictetum, NPNF² 4:573 المرجع السابق 4: Basil, On Baptism, in ACCS NT XI, 96

15 "فلننظر تاليا موعوع خضوع الابن لآلب. ماذا تقول هل هو لان غير خاعع أو هل يجب أن يكون خاعع لو أنه هللا هلل )هذا سؤال يظن به محاور غريغوريوس أنه قد هدم جزء من إلايمان فيرد عليه قائال ( أنت تتعامل مع املوعوع كما لوأنه بخصوص سارق ما أو آلهة متصارعة مع بعضها. ولكن لتنظر له في هذا املنظور: أنه من أجلي قد قيل أنه صار لعنة ذاك الذي أزال لعنتي وخطيتي الذي يرفع خطية العالم الذي صار آدم الجديد لكي يأخذ مكان القديم وهكذا فقد جعل طاعته هي طاعتي كرأس للجسد كله. وبمقدار ما أنا عاص ومتمرد عن طريق انكار وجود هللا وعن طريق شهواتي بمقدار ما دعي املسيح عاص بدال مني. ولكن ملا يتم اخضاع كل ش يء له من ناحية عن طريق تتويجه ومن ناحية عن طريق التجديد بعدها سوف يتمم هو نفسه خضوعه بأن يحضرني أنا الذي خلصه إلى هللا. ألجل ذلك تبعا لنظرتي فإن خضوع 38 املسي بالتحديد هو إتمامه إلرادة هللا." أمبروسيوس أسقف ميالنو ) ( كان أمبروسيوس أسقف ميالنو هو معلم أغسطينوس وواحد من أهم الالهوتيين في الحقبة لابائية. ونظراته عن الطبيعة البدلية لكفارة املسي واضحة في العبارات التالية: "من هو إذا الذي بجراح جلداته قد شفينا إال املسي الرب الذي عنه هو نفسه تنبأ أشعياء أن بحبره شفائنا والذي عنه كتب الرسول بولس في رسالته: الذي لم يعرف خطية جعل خطية ألجلنا. هذا بالفعل كان أمرا إلهيا فيه أن جسده لم يفعل خطية وال الكائن نفسه اخذ فيه خطية. وأي عجب هذا ان يكون الالهوت وحده هو الذي بال خطية حيث أنه ليس لديه دافع للخطية ولكن أن كان هللا وحده خال من الخطية 39 بالتأكيد كل مخلوق آخر بطبيعته كما قلنا معرض للخطية." "إنه دواء مجيد أن نحصل على املصالحة في املسيح! النه هو تحمل هذه ماشياء في صبره الفائق ألجلنا ونحن ال نستطيع تحملها بالصبر العادي ألجل مجد اسمه! من ذا الذي لن يتعلم أن يغفر عندما يساء له وهو يرى املسي حتى وهو على الصليب 38 Gregory, The Fourth Theological Oration 5, NPNF² 7: Ambrose, Of th e Holy S pirit 9, NPNF² 10:108

16 يصلي - نعم لهؤالء الذين عذبوه أال ترى أن هذه الضعفات التي للمسيح )لاالم التي من ععف ولم يرد على صالبيه بالقوة( كما يجب أن تطلق عليها من فضلك هي قوتك ملاذا تتسائل من جهته بخصوص أدوية شفاءنا )من الخطية( إن دموعه 40 تغسلنا وبكاءه يطهر اهانتنا الكبرى )هلل( وماعظم هو الشكر الواجب على كل هذا" "دعونا نذكر أنفسنا بالبركات التي لاليمان الصحي. إنه مفيد لي أن أعلم أن املسيح حمل كل خطاياي بدال مني وخضع لكل احتياجات جسدي وأنه من أجلي أعني من أجل كل إنسان قد صار املسيح خطية ولعنة هذا من أجلي وفي قد اتضع وصار خاضعا أنه ألجلي صار حمل وكرمة وصخرة وعبدا وإبن أمة وال يعلم يوم الدينونة 41 ألجلي ال يعلم الوقت وال الساعة" يوحنا فم الذهب ) ( يوحنا فم الذهب أسقف القسطنطينية كان معروفا بفصحاته في الوعظ. وفي هذا الاقتباس يناقش مبدأ نقل خطية من واحد ألخر. "لو أن ملكا قد رأى سارقا أو مجرما تحت العقاب فأعطى إبنه املحبوب الوحيد بالفعل لكي يذبح ونقل املوت والذنب معا من املجرم إلبنه )الذي كان هو نفسه ليس به صفات املجرم( من أجل أن يخلص الرجل املدان ويزيل عنه سمعته الشريرة ثم لو أنه أعطاه تاليا كرامة عظيمة ثم بعد ذلك لألسف بعد أن خلصه وأعطاه هذا املجد الذي ال يعبر عنه تلقى الاساءة من هذا الشخص الذي نال هذه املعاملة: أال يكون على هذا الرجل لو أن عنده أي نوع من الاحساس أن يختار أن يموت عشرة أالف مرة على أن يظهر مذنبا بعدم الشكر العظيم هذا دعونا اذا نأخذ هذا في الاعتبار بخصوص أنفسنا ولنئن بمرارة ألجل ماشياء التي تثير الغضب التي نعملها تجاه من أنعم علينا لكن لنفعل هذا ليس بسبب أنه رغم الاساءة يتحمل بطول أناته ولكن بسبب هذا 42 السبب عينه أننا صرنا مملؤين ندما." 40 Ambrose, Of the Christian Faith 9, NPNF² 10:236 المرجع السابق John of Chrysostom, Homilies on Second Corinthians 6, NPNF¹ 12:335

17 أغسطينوس أسقف هيبو ) ( يعتبر أغسطينوس أكثر الالهوتيين أهمية وتأثيرا في ا لحقبة لابائية. وهو يتحدث بصراحة أن يسوع حمل اللعنة ألجل خطايا إلانسان في موته: "ملا نقرأ أن املعلق على خشبة ملعون من هللا ]غل 3 : 13 تث 11 : 13[ فإن إضافة كلمتي }من هللا{ ال يخلق أي مشكلة. ألنه إن لم يكن هللا يكره الخطية ويكره مواتنا لكان لم يرسل ابنه لكي يحملها )الخطية( ويزيله )املوت(. وال يوجد ش يء غريب في أن يصب هللا اللعنة على ما يكرهه. فإن استعداد هللا لكي يعطينا الخلود الذي سيتم نواله في مجيء املسيح هو مساو للرحمة التي كان يكره بها موتنا )بالذنوب والخطايا( ملا علق على الصليب في موت املسيح. وإن كان موس ى يضع اللعنة على كل من يعلق على خشبة فمن املؤكد أن هذا لم يكن بسبب أنه رأى في املستقبل أن هناك أناس أبرار سوف يصلبون ولكنه بسبب أنه رأى في املستبقل أن الهراطقة الذين ينكرون موت الرب أنه حقيقة ويحاولون أن ينقضوا تطبيق هذه اللعنة على املسيح حتى ينقضوا حقيقة موته. النه لو لم يكن موت املسيح حقيقي يصير أنه ملا علق على الصليب لم يكن هناك أي ش يء قد إنصبت عليه اللعنة ألن الصليب غير حقيقي. وينادي موس ى من املاض ي السحيق لهؤالء الهراطقة: إن مرواغتكم ألنكار حقيقة موت املسيح ال نفع لها. ملعون كل من علق على خشبة ليس هذا أو ذاك ولكن كل واحد بصورة مطلقة. ماذا! هل تتحدث عن إبن هللا نعم بكل تأكيد. هذا هو عين الش يء الذي تعترضون عليه والذي ترغبون بشدة في تجنبه. أنتم لن تسمحون )بتعليم( أنه قد لعن من أجلنا ألنكم ال تسمحون )بتعليم( أنه مات من أجلنا. إن إلاستثناء من لعنة آدم يعني إلاستثناء من املوت. ولكن املسيح تحمل املوت كانسان ومن أجل إلانسان وهكذا أيضا كإبن هللا كما كان الحي دائما في بره الخاص الذاتي ولكنه مات من أجل خطايانا وخضع كانسان ومن أجل الانسان لكي يحمل اللعنة التي تصاحب املوت. وبينما هو يموت بالجسد الذي أخذه حامال عقوبتنا هكذا أيضا بينما هو دائم البركة في بره الخاص الذاتي فهو قد لعن بسبب آثامنا في موته الذي عاناه حامال عقوبتنا. وهذه الكمات }كل من{ مقصودة لكي تكشف التشدد الجاهل

18 الذي سوف ينكر إلاشارة للعنة املسيح وهكذا والن اللعنة واملوت يمضيان معا 43 سوف تقود النكار املوت الحقيقي للمسيح." وقال أغسطينوس أيضا أن دم املسي قد سفك من أجل خطايانا: "ألنه إذا هذا الدم 44 الذي كان لذاك الذي لم يخطئ على ماطالق قد سفك ألجل غفران خطايانا." وفي تلخيص رؤية أغسطينوس للكفارة يالحظ ستيفين فينالن التالي :يقدم املسي املصلوب 45 هذه الترعية )هلل( في موته كبديل للبشر الخطاة" كيرلس الكبير ) ( ويقول كيرلس السكندري أن يسوع حمل خطايا البشر على الصليب: "لقد صار إلابن الوحيد إنسانا ولبس جسدا بطبيعته ضدا للموت وصار جسدا حتى أنه بتحمله املوت الذي كان علينا كنتيجة خطيتنا يمكنه أن يمحو الخطية وأيضا حتى يمكنه ان يضع نهاية لشكاية الشيطان على أساس أننا دفعنا في املسيح نفسه عقوبات التهم بالخطية املوجهة لنا: ألنه حمل خطايانا ومجروح من أجلنا كما يقول 46 صوت النبي. ألم نشفى بجراحاته " غريغوريوس الكبير ) ( بنى غريغوريوس بابا الكنيسة الغربية القوي على نظرة أغسطينوس البدلية. كما يالحظ فينالن "كان غريغوريوس الكبير يعلم أن الخطية تتطلب التعويض الذبائحي لذا فخطية 47 البشر تطلبت ذبيحة بشرية." وفي كتاب ماخالقيات في سفر أيوب يعلن غريغوريوس: 43 Augustine, Reply to Faustus the Manichaean 6, NPNF¹ 4: Augustine, On the T rinity 15, NPNF¹ 3: Stephen Finlan, Options on A tonement in Christian Thought (Collegeville, Minn.: Liturgical Press, 2007) Cyril, De ado ratio ne et cultu in sp iritu et verita te iii, , in J. P. Migne (ed.), Patrologiae Cursus C ompletus: Series Graeca, vol. 68 (Paris, 1857-) 293, Finlan, Options on Atonement 55

19 "عندما أبعد إلانسان ماول عن هللا بواسطة الشيطان قام الرب ضد إلانسان الثاني. وهكذا فقد جعل الشيطان )عن طريق إبعاده الانسان ماول( هللا يعاقب الانسان الثاني ملا أحدرت خطية العصيان الانسان ماول من مرتفعات البر. ألنه لو لم يكن قد أحدر آدم ماول عن طريق الخطية الارادية مما أدى ملوت نفسه فإن آدم الثاني حيث أنه بال خطية لم يكن أبدا ليأتي ملوت الجسد التطوعي ولهذا قيل عن طريق العدالة له )للشيطان( وبخصوص فادينا أيضا وأنت هيجتني عليه ألبتلعه بال سبب. كما لو أنه قد قيل بكلمات أبسط حيث أن هذا الرجل مات ليس بسبب فيه هو شخصيا ولكن لحساب إنسان أخر وأنت هيجتني ألبتلع هذا ملا جعلت ماخر يبتعد عني عن طريق اقناعك املاكر. وبخصوصه يضاف بكل دقة )كلمات( بال سبب. ألنه مسحوق بال سبب الذي قد سحق لالرض بسبب عقاب الخطية وهو لم يتنجس بتلوث الخطية. هو مسحوق بال سبب الذي بتجسده لم يكن فيه خطية ذاتية ورغم أنه 48 كان بال خطية أخذ على عاتقه عقوبة الجسدانيين." إن نظرة غريغوريوس لكفارة املسي الذبائحية كانت مؤثرة. يقول فينالن أن "منطق الكفارة" الخاص بغريغوريوس صار "قياس ي في املسيحية الغربية مستندا على سلطان 49 إقناع هذا البابا" 48 Gregory, Morals of the Book of Job, in Library of Fathers of the Holy Catholic Church (London: Oxford, 1844) 1: Finlan, Options on Atonement 55-56